1. وفاة جويل ميلر: قرار صادم للجماهير
أحد الأسباب الرئيسية التي أغضبت الجماهير كان الطريقة التي تم بها التعامل مع شخصية جويل ميلر، البطل الأيقوني الذي تعلق به اللاعبون طوال أحداث الجزء الأول. جويل لم يكن مجرد شخصية قابلة للعب؛ بل كان رمزًا للسلسلة، وشخصًا يُشعر اللاعبين بالارتباط العاطفي العميق بفضل ماضيه المأساوي وتضحياته التي قام بها من أجل إيلي.
لكن في الجزء الثاني، تم اتخاذ قرار جريء وصادم بقتل جويل في بداية اللعبة. ليس فقط أن جويل مات، بل الطريقة التي تم قتله بها أثارت غضبًا واسعًا. قُتل على يد شخصية جديدة تُدعى "آبي"، باستخدام عصا غولف، في مشهد دموي مهين، حيث تم البصق عليه بعد موته. هذا القرار أغضب اللاعبين الذين شعروا بأن جويل، الذي حمى إيلي من عالم مليء بالوحوش والمخاطر، يستحق نهاية أكثر شرفًا.
2. التسريبات التي سبقت إصدار اللعبة
قبل إصدار اللعبة بشهور، تسربت العديد من المشاهد السينمائية المهمة، بما في ذلك مشهد مقتل جويل. هذه التسريبات لم تُفسد فقط تجربة اللاعبين، بل ساهمت في خلق جو سلبي حول اللعبة حتى قبل إصدارها. بعدما شاهد العديد من اللاعبين هذه التسريبات، أُصيبوا بالإحباط، وعبّروا عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
منصة تويتر على وجه الخصوص تحولت إلى ساحة للنقاش والجدال بين المعجبين والمطورين. المخرج والكاتب نيل دركمان تعرض لوابل من الانتقادات، ورسائل تهديد وصلت إلى حد التطرف، حيث عبّر اللاعبون عن رفضهم لما حدث لشخصية جويل.
3. شخصية آبي: نقطة انقسام كبيرة
شخصية آبي كانت محط جدل كبير في اللعبة. هي الشخصية التي قتلت جويل بوحشية، ومع ذلك يُطلب من اللاعبين التحكم بها لساعات طويلة في الجزء الثاني. هذا القرار لم يلقَ قبولًا لدى الكثير من الجماهير، خاصة أولئك الذين شعروا بأن القصة تحاول دفعهم للتعاطف مع آبي، رغم أفعالها الوحشية التي لا تُغتفر بالنسبة لهم.
الأمر الآخر الذي أثار استغراب البعض هو المظهر البدني لآبي. في عالم مدمّر ما بعد الكارثة، حيث الطعام شحيح والموارد محدودة، كيف تمكنت آبي من بناء عضلات ضخمة تتطلب كميات كبيرة من الطعام والتمارين؟ تساءل اللاعبون عن هذا التناقض وأصبح جسد آبي مادة للسخرية والنقاش.
4. القصة المليئة بالكآبة
في حين أن الجزء الأول من اللعبة كان يتمتع بتوازن بين الدراما والتوتر وبين لحظات الأمل والعاطفة، اختار الجزء الثاني نهجًا أكثر قتامة. القصة تُركّز على الانتقام والعنف، حيث تتحول الشخصيات إلى أدوات للصراع بدلًا من شخصيات يمكن للاعبين الارتباط بها عاطفيًا.
اللعبة كانت مليئة بالموت والخسارة المستمرة، مما جعل البعض يشعر أن التجربة كانت ثقيلة ومحبطة للغاية. اللاعبون الذين استمتعوا بعلاقة جويل وإيلي في الجزء الأول، افتقدوا هذا الجانب العاطفي، حيث أصبحت إيلي شخصية أكثر قسوة واندفاعًا، تُطاردها رغبة الانتقام دون رحمة.
5. طول القصة والخيارات السردية غير المقنعة
قصة اللعبة كانت طويلة للغاية، وهو أمر أزعج الكثير من اللاعبين. الانتقال بين شخصيتين (إيلي وآبي) تسبب في إبطاء الإيقاع السردي. العديد من اللاعبين شعروا بأن القصة كانت تحاول جاهدة دفعهم للتعاطف مع آبي، بدلًا من ترك الأمر للاعب ليُقرر مشاعره تجاهها.
إضافةً إلى ذلك، بعض القرارات السردية كانت غير منطقية بالنسبة للاعبين، مثل لماذا وثق جويل بشخصيات غريبة في البداية، وهو الذي عُرف بحذره الشديد في الجزء الأول؟ هذه التفاصيل جعلت القصة أقل إقناعًا بالنسبة للكثيرين.
6. تأثير قرارات نيل دركمان على السلسلة
المخرج والكاتب نيل دركمان كان العقل المدبر وراء هذه القرارات الجريئة، وهو الأمر الذي جعله محط انتقاد الكثيرين. على الرغم من مهارته الواضحة في كتابة قصص درامية قوية، إلا أن اللاعبين شعروا أنه أخذ السلسلة في اتجاه مختلف تمامًا، بعيدًا عن روح الجزء الأول.
البعض وصف هذه القرارات بأنها محاولة لجعل اللعبة "أكثر جدية ونضجًا"، لكنها جاءت على حساب تقديم تجربة متوازنة تُرضي قاعدة المعجبين الأساسية. قرارات دركمان أثارت تساؤلات حول ما إذا كان قد ابتعد كثيرًا عن فهم توقعات اللاعبين.
7. مبيعات أقل بنسبة 44% من الجزء الأول
رغم أن اللعبة حققت مبيعات جيدة في البداية، إلا أنها شهدت انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالجزء الأول. هذا التراجع الكبير في المبيعات يُظهر أن العديد من اللاعبين اختاروا عدم شراء اللعبة، سواء بسبب التسريبات، أو بسبب ردود الفعل السلبية التي انتشرت على نطاق واسع قبل إصدار اللعبة.
8. الفرصة الضائعة: جيم بلاي ورسومات مذهلة بدون قصة مقنعة
على الرغم من الانتقادات التي وُجّهت للقصة، فإن اللعبة لم تكن سيئة على جميع المستويات. الجيم بلاي كان مذهلًا، مع آليات قتال متقنة وعناصر تخفي متقنة، والرسومات كانت واقعية لدرجة غير مسبوقة، حيث قدّمت تفاصيل مذهلة لعالم ما بعد الكارثة.
لكن هذه العناصر القوية لم تكن كافية لتعويض القصة الكئيبة والقرارات المثيرة للجدل. العديد من اللاعبين شعروا أن اللعبة كانت "فرصة ضائعة"، حيث ضاع جهد فريق التطوير الرائع وراء قرارات سردية لم تُرضِ قاعدة المعجبين.
الخاتمة: هل تتعلم نوتي دوج من أخطائها؟
في نهاية المطاف، The Last of Us Part II ليست لعبة سيئة من الناحية التقنية أو الجمالية، لكنها أثارت الكثير من الجدل بسبب القصة والخيارات السردية. اللعبة تُعتبر درسًا مهمًا لصناعة الألعاب، حيث تُظهر أهمية الاستماع إلى ردود فعل الجمهور، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلسلة ناجحة ومحبوبة.
يبقى الأمل أن تتعلم نوتي دوج من هذه التجربة، وتُعيد بناء الثقة مع اللاعبين في المشاريع المستقبلية. إذا استطاعت الشركة تحقيق التوازن بين تقديم قصة ناضجة ومتوازنة والحفاظ على روح السلسلة، فربما تستطيع استعادة مكانتها كواحدة من أفضل الشركات في الصناعة.